المرجع الإسلامي

حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله 2025

حكم احتجاج الذنوب بإذن الله وهي من الأقوال التي يتعجب منها الإنسان، فالإنسان في حياته الدنيا بين الذنب والتوبة، وقد يكرر الذنب أكثر من مرة. يرى أن الأمر ليس في يده، فيجعله مرهوناً بإرادته، ولهذا السبب يتم التعرف عليه موقع مرجعي حول مفهوم إرادة الله، ثم الرد على بيان استدعاء الذنوب بمشيئة الله، وما هو البيان عن استدعاء القدر عند النوازل، وما هي الحالات التي يتم فيها استدعاء القدر، وكل ذلك في هذا المقال .

مشيئة الله

وهناك آيات كثيرة ورد فيها إرادة الله، ووضح معناها في قوله تعالى: {إنما قولنا على شيء إذا نشاء أن نقول له كن فيكون}. إنه كذلك.}(1) وفي قوله: { فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ }؛(2) أي أن الله تعالى إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون كما أراد أن يكون، سواء كان مكاناً أو زماناً أو شكلاً. فالله تعالى يفعل ما يريد ولا شك فيما يفعل. بل يكشف لعباده، بإرادته، بعضًا من علمه وعمله وحكمته. كما قال الله تعالى: {ولا يشركون في شيء من علمه إلا ما شاء}،(3) فهو مالك وخالق كل شيء؛ حيث أراد أن تكون هناك السماء والأرض والإنس والجن والملائكة والعديد من المخلوقات التي نعرفها والتي لا نعرفها. وأراد أن يمنح الإنسان حرية الاختيار في كل ما يريد ويجعله مسؤولاً عنه. فنقول ” شاء ” أي ” شاء ” ليوصيهم في كل ما يحاسبهم عليه ” و ” شاء ” سبحانه أن يضطروا إلى جزء معين من حياتهم. وسلطته عليهم، وهي كل مصير لهم لا يؤاخذون به، كالصورة والجنس والصحة والمرض ومكان موته. كما في قوله تعالى: {وما تدري نفس بأي أرض تموت}.(4)

وأما نطاق إرادة العبد؛ يختار الأفعال التي يمكن أن تؤدي به إلى المرض. كالتدخين والزنا، فهنا يؤاخذ على ذلك، وقد يؤدي إلى البركة وإطالة العمر. مثل صلة الأرحام، والتي تسمى بالقدر المعلق: أي معلقة باختيار العبد وأفعاله. وهذا ما ورد في قوله تعالى: {والله يعلم ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}،(5) لأنه شاء وأراد، وهذا لا يؤثر في أفعال العباد، لأنه سر خفي وعلم منه. سبحانه وتعالى.(6)

حكم احتجاج الذنوب بإذن الله

ولا يجوز الاحتجاج على الذنوب إن شاء اللهولما كان كثير من الغفلة يزعمون أن تفريطهم وذنوبهم ومعاصيهم من عند الله، وأنه سبحانه كتبها عليهم، ولا ينبغي أن يؤاخذوا عليها، فهذا أمر لا يصح بحال من الأحوال. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ولا يجوز لأحد أن يتذرع بالقدر”. والمعصية يقبلها المسلمون، جميع المتدينون، وجميع العقلاء. ولو كان هذا مقبولاً لتمكن كل واحد من أن يفعل ما يخطر على باله، كقتل النفس، وأخذ الأموال، وسائر أشكال الفساد في الأرض، والاستدلال بالقدر، ونفس الشخص الذي يدعي القدر، إذا كان كذلك. واحد. إذا اعتدى عليه والمعتدي يحتج بالقدر، فلا يقبل منه ذلك، بل يخالفه، وتناقض القول يدل على أنه مفسد من استدعاء القدر لارتكاب المعصية، أو من طاعة العطاء. ومن الأدلة الشرعية التي ظهرت في هذا الشأن:(7)

  • قال الله تعالى: {سيقول الذين وحدوا لو شاء الله ما أشركنا به ولا آباؤنا ولا حرمنا أنفسنا من شيء}. ليس لك علم فأتهه لنا . إنكم لا تتبعون إلا الظن وما أنتم إلا تظنون.(8) وهؤلاء المشركون اتخذوا القدر ذريعة لشركهم، ولو كانت حجتهم مقبولة وصحيحة، لما سمح الله لهم أن ينالهم العذاب.
  • قال الله تعالى: { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس من بعد الرسل على الله حجة . وكان الله عزيزا حكيما }(9) ولو جاز الاحتجاج بالقدر على الذنوب، لما توقفت الحجة بإرسال الرسل. على العكس من ذلك، فإن إرسال الرسل لم يكن ليخدم أي غرض في الواقع.
  • قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}؛(10) لأن الله أمر العبد ونهى عنه، ولم يكلفه إلا ما يطيق، قال الله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، أي إذا اضطر العبد إلى القيام بأعمال. . فيثقل عليه ما لا يستطيع الفرار منه، وهذا غير صحيح؛ لأنه إذا وقعت المعصية بسبب جهل أو إكراه؛ ولا إثم عليه لأنه معذور. فإذا صحت هذه الحجة، فلا فرق بين المكره والجاهل، وبين المتعمد.

وعليه فإن القدر سر خفي، ولا يعلمه أحد من الخلق حتى يقع، وإرادة العبد فيما يفعله تسبق فعله، فإرادته في الفعل ليست مبنية على العلم بقدرة الله، فدعواه أن وقد كتب الله عليه هذا وذاك ادعاء باطل. لأنه ادعاء بمعرفة الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله، ويمكن أن يترتب عليه الاحتجاج على الذنوب بمشيئة الله. إلغاء الشرائع والحساب ويوم القيامة والثواب والعقاب، وهذا لا يقتصر بأي حال من الأحوال.

أنظر أيضا: دعاء مكتوب للتوبة والغفران من الذنوب والتجاوزات

بيان حول استدعاء القدر في حالة الطوارئ

يجوز الاستئناف على مصير المصائبوكما أوضح العلماء، فهذه مسألة راحة وصبر. ليس من باب الاستياء من القدر، بل يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر والخضوع، خاصة أنه لا يجوز أن يحتج بالقدر من المعاصي والذنوب إلا إذا تبت منها، كما ذكرنا سابقاً في حالة الشدائد نتيجة محنة شديدة في حياة المرء. ويدفعه إلى قبول القدر والقدر بعد ذلك، ومما ورد في مسألة الاحتجاج في النوازل، وقد ذكر ذلك مرات عديدة. في السنة عندما احتج موسى على آدم، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام. وقد ورد عن ابن تيمية وفي الصحيحين:

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعترض آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وسجد لك ملائكته، وعلمك اسما. لماذا أخرجتنا وأنفسك من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلماته. هل كتبت ذلك عني قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: حج آدم مع موسى، ولم يحتج آدم عليه السلام على موسى بالقضاء، ظنا منه أن العاصي يحتج بالقضاء، وليس هذا ما قال. مسلم ولا. إنسان سليم، ولو كان هذا عذراً لكان عذراً للشيطان، وقوم نوح، وقوم هود، وكل كافر، وليس موسى. كما ألقى باللوم على آدم في الخطيئة. فإن آدم تاب إلى ربه فاستجاب له وهدى، لكنه عاتبه على ما أصابهم من مصيبة بالذنب، ولهذا قال: لماذا أخرج من الجنة؟ فأجاب آدم: هذا كتب قبل أن أخلق، فالعمل والمصيبة التي نتجت عنه كانت مقدرة، وما كان مقدراً من المصيبة فلا بد أن يكون. رجل نبيل. وأما الذنوب فلا حق للعبد أن يذنب، وإذا أذنب فعليه بالاستغفار والتوبة، فيتوب من ذنوبه ويصبر على المصائب.(11)

ولذلك يجب على المرء أن يستسلم لها مهما كانت الكوارث. لأنها علامة الرضا الكامل عن الله ربا. أما الذنوب فلا يحق لأحد أن يذنب، وإذا أذنب فعليه بالاستغفار والتوبة، فيتوب من أخطائه ويصبر على المصائب.

أنظر أيضا: ما هي أركان الإيمان؟

حالات استدعاء القدر

لقد ذكرنا سابقًا أن الاحتجاج بالقدر بارتكاب المعاصي لا يجوز في الشريعة الإسلامية. إلا أن العلماء ذكروا حالات محددة يتم فيها الاحتكام إلى القدر، وهي على النحو التالي:(12)

  • الأول: المقبولية: وعليه فيجوز للإنسان أن يحتج بالقدر للمصائب، لا للخطأ. والمراد بذلك أن الإنسان إذا مرض أو أصابته مصيبة من غير اختياره يمكنه أن يحتج بقضاء الله فيقول: قد كتب الله وما شاء فعل، وليصبر ويحتسب. فيرضى بما يستطيع، ليحصل على الأجر. كما في قوله تعالى: {وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}. صلوات من ربهم ورحمة. هؤلاء هم الذين يرشدون.(13)
  • ثانيا عدم جواز: وعليه، فلا يجوز للإنسان أن يتذرع بالقدر على الذنوب والأخطاء والتفريط في الواجب، فيقول: هذا ما قدره الله؛ لأن الله أمر بالطاعة واجتناب المعاصي، وأمر بالعمل، ونهى عن الاعتماد على القدر في أي حال من الأحوال.
    ولو كان القدر حجة لأحد لما عذب الله من كذب الرسل. وكقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، لم يأمر بالعقوبة على الظالمين، ولم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

وهكذا وصلنا إلى خاتمة المقال حكم احتجاج الذنوب بإذن اللهوقد بينا الحكم الشرعي في ذلك، وذكرنا مفهوم إرادة الله في بداية المقال. ثم عرفنا بعد ذلك عن بيان استدعاء القدر في الطوارئ، ثم عن الحالات التي يتم فيها استدعاء القدر.

المراجع

  1. سورة النحل، الآية 40
  2. سورة البروج، الآية 16
  3. سورة البقرة، الآية 255
  4. سورة لقمان، الآية 34
  5. سورة الرعد، الآية 39
  6. المكتبة.org, ما معنى إرادة الله؟ 03/09/2025
  7. معلومات إسلامية, اتخاذ القرار باحتكام القدر إلى ارتكاب الذنوب وإهمال الواجبات 03/09/2025
  8. سورة الأنعام، الآية 39
  9. سورة النساء، الآية 165
  10. سورة التغابن، الآية 16
  11. سورة البقرة، الآية 286
  12. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، أبو هريرة، 8/304، حسن.
  13. إسلام ويب.نت, استدعاء القدر في وقت الشدائد 03/09/2025
  14. سورة القرى، الآيات 155-157
السابق
ما حكم كتمان العيب في السلعة 2025
التالي
هل يجوز اكل الهدهد ابن باز 2025

اترك تعليقاً