القرار بشأن نية العمرة يوم المولد النبوي ومن أشهر الأحكام الشرعية التي يجب على المسلم أن يكون لديه المعرفة الكاملة والرأي بالشريعة الإسلامية. ينتظر الكثير من المسلمين تاريخ ميلاد الرسول الكريم لأداء العمرة، وفي هذا المقال له ذلك. عن موقع مرجعي تفصيلاً عن الحكم الشرعي لمن ينوي العمرة في يوم المولد النبوي الشريف. وسنتحدث عن المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به وأفضل وقت لأداء العمرة خلال العام.
المولد النبوي
المولد النبوي الشريف أو يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين أجمعين، هو اليوم الذي يصادف اليوم الثاني عشر من شهر رمضان. شهر ربيع الأول من كل سنة هجرية حسب ما ورد في شريعة أهل السنة والجماعة، وهو اليوم المتوافق مع السابع من شهر ربيع الأول من كل سنة هجرية بالنسبة للتابعين من الطائفة الشيعية. ويعتبر هذا اليوم من أبرز أيام السنة عند المسلمين، إذ تقام احتفالات وأذكار مبهجة بذكرى ميلاد خير الخلق محمد. صلى الله عليه وسلم النبي العظيم الذي ولد في عام الفيل. وبحسب أغلب الأقوال، في سنة 570 أو 571 م، يجدر القول أن الاحتفال بالمولد النبوي من أهم الأحداث. وهي أشهر العادات التي عرفها المسلمون منذ القدم. وقد ذكر بعض المؤرخين والفقهاء هذه المسألة في كتبهم ومؤلفاتهم. (1)
القرار بشأن نية العمرة يوم المولد النبوي
ومما روي عن الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- أن نية العمرة في المولد النبوي هي غير شرعي في الإسلامحيث أنه من الأعمال التي لا أصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد أيضاً عن أصحاب رسول الله، فرضي الله عنهم ينتظرون. لمولد النبي الكريم لأداء مناسك العمرة، فقد ارتكب بدعة لا أصل لها في الشرع، والله تعالى أعلم.
قد تكون مهتمًا أيضًا بـ: بدعة المولد النبوي في القرن الماضي
بيان حول الاحتفال بالمولد النبوي
اختلف العلماء في مسألة الاحتفال بيوم المولد النبوي، وانقسموا إلى قولين. فمنهم من أجاز الاحتفال بهذا اليوم، ومنهم من نهى عنه واعتبره من البدع المحدثة في الإسلام. وسنذكر أقوال من يؤيد الاحتفال بالمولد النبوي ويحبط:
أقوال أنصار الاحتفال بالمولد النبوي
ومن أشهر أقوال المتابعين لموضوع الاحتفال بمولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:
- قال الإمام السيوطي رحمه الله : “في رأيي أن أصل المولد هو جمع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن، وإخبار الأخبار التي في أول وصية النبي، والآيات التي وقعت عند ولادته”. فيوزع عليهم مفرش ليأكلوا منه ويخرجون دون أن يزيدوا عليه شيئا. وهي من البدع الحسنة التي يؤجر عليها صاحبها بسبب ما فيها. “تعظيم قدر النبي وإظهار الفرحة والتبشير بمولده الكريم”.
- قال محمد راتب النابلسي: “إن الاحتفال بالمولد ليس عبادة، بل هو جزء من الدعوة إلى الله. ولكم أن تحتفلوا بالمولد في كل عام، في ربيع الأول، وفي كل شهر، في المساجد، وفي البيوت».
- قال محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله: “إن الاحتفال بذكرى مولد رسول الله هو نشاط اجتماعي لغرض الصالح الديني. وهي كالمؤتمرات والندوات الدينية التي تعقد في هذا العصر والتي لم تكن معروفة من قبل، لا تنطبق على الاحتفال بالمولد، كما لا تنطبق على الندوات والمؤتمرات الدينية، بل ينبغي. وستكون هذه الاحتفالات خالية من الشر.
أقوال المعترضين على الاحتفال بالمولد النبوي
ومن أشهر أقوال المناهضين للاحتفال بالمولد النبوي:
- قال محمد بن ناصر الألباني رحمه الله: “هذا الاحتفال شيء لم يحدث خلال فترة حكمه. صلى الله عليه وسلم؛ ولا حتى في عصر القرون الثلاثة، وغني عن القول أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يكن ليحتفل بمولده في حياته. وذلك لأن الاحتفال بميلاد الإنسان هو أسلوب مسيحي لم يكن معروفاً تماماً عند الإسلام في القرون المذكورة أعلاه. والأرجح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم ذلك.
- قال عبد العزيز بن باز رحمه الله: “الاحتفال بالمولد النبوي (صلى الله عليه وسلم) بدعة لا تجوز في أصح القولين العلميين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ذلك، وكذلك فعل خلفاؤه الراشدون وجميع أصحابه رضي الله عنهم، وكذلك العلماء وحكام الأمر في العالم. القرون الثلاثة المفضلة، ولكنه حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله.
- قال ابن عثيمين رحمه الله : “إذا كان الأمر كذلك فإن من تعظيمنا له وإجلالنا له وتأدبنا معه واعتباره إماما ومتبعا هو أننا لا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادة” لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات ولم يدعو لأمته بخير إلا دلهم عليه وأمرهم به، ولا شر إلا أظهره واتهمهم به. لهم لأنه حذر، وعلى هذا الأساس ليس من حقنا. ونؤمن به إماما ونتبعه بالاحتفال بمولده أو قيامته. الاحتفال يعني الفرح والمرح والخشوع، وكلها عبادات محتملة تقربنا من الله. ولا يجوز لنا أن نشرع عبادة إلا ما شرع الله ورسوله، وبالتالي يعتبر الاحتفال بها بدعة.
أفضل وقت لأداء العمرة في الإسلام
أفضل وقت لأداء العمرة في الإسلام هو شهر رمضان المبارك. العمرة في شهر رمضان تعدل حجة كاملة، وهذا ما جاء في صحيح السنة النبوية عن رسول الله: صلى الله عليه وسلم – وما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: «لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته، قال لأم سنان الأنصارية: ما منعك؟ من أداء الحج ؟ قالت: أبو فلان، يعني زوجها، وكان له جملان. الحج فقال لأحدهما والآخر يسقي أرضنا: العمرة في رمضان عليك أن تقرر دعوى أو دعوى معي” (2) والله تعالى أعلم. (3)
قد تكون مهتمًا أيضًا بـ: البيان حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ابن عثيمين
وهنا نصل إلى خاتمة هذا المقال الذي نلقي فيه الضوء القرار بشأن نية العمرة يوم المولد النبوي وقد حددنا فيه يوم المولد النبوي وتحدثنا عن حكم الاحتفال بهذا اليوم. وقد قمنا بسرد آراء من يؤيد ويعارض الاحتفال بالمولد النبوي. وقد قمنا أيضًا بتلخيص أفضل وقت لأداء العمرة في الإسلام.