هل يجوز للوافد أن يدفع زكاة الفطر في بلده؟ما حكم المسافر الذي يدفع زكاة الفطر في مكان إقامته، وما حكم المسافر الذي يرسل زكاة الفطر إلى فقراء بلده، كما يود جميع المسلمين التعرف على القواعد الشرعية التي تنظم ذلك وتوضح العبادات وتجعلها صحيحة ومقبولة إن شاء الله تعالى، وعلى ذلك موقع مرجعي سيتم توضيح أنه يجب على الوافد إخراج زكاة الفطر في بلده أو في مكان إقامته عنه وعن أسرتهبيان المسافر الذي يرسل زكاة الفطر إلى فقراء بلده.
هل يجوز للوافد أن يدفع زكاة الفطر في بلده؟
وقد نص العلماء على جواز إخراج زكاة الفطر للوافد في بلدهيجوز للمسافر المسلم أن يرسل زكاة فطرته وزكاة فطر من تجب عليه نفقته إلى بلده الأصلي. ولا حرج في ذلك، إلا أن الأصل في زكاة الفطر أو حتى زكاة المال أنها تخرج لمستحقيها من أهل البلد الذي تجب فيه زكاة الفطر هو حقهم ولهم أكثر. أحق به من غيره. والراجح في أقوال أهل العلم أنه إذا كان فيهم مستحقون من الفقراء والمساكين في بلد الهجرة فلا ينتقل ذلك منهم أيضاً. إلى البلد الأصلي، ولا إلى بلد آخر، ولكن في حالة وجود في البلد الأصلي أشخاص هم الأكثر احتياجاً والأكثر فقراً، أو أي من الأقارب الفقراء أو المحتاجين، يتم إحضاره إلى البلد. فالقريب أحق به، ويجوز للمسافر أن يأتي به إليه.(1)
أنظر أيضا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج البلد الذي تعيش فيه؟
القول في المغترب الذي يخرج زكاة الفطر في بلده ابن باز
ومع بيان جواز إخراج زكاة الفطر للمغترب في بلده، رفعت هذه المسألة إلى الشيخ ابن باز رحمه الله، فقال عنها:(2)
«يجوز للوافد أن يخرج زكاة الفطر في مكان إقامته. هذه هي السنة التي تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء، وهذا ما يجوز له أن يدفعها للفقراء في البلد الذي هو فيه أو حوله. أبعد من ذلك، فالأولى تركه، وفيه خلاف بين العلماء، وكثير منهم لا يرى جوازه».
أنظر أيضا: هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى آخر؟
هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى آخر؟
وقد أثبت ذلك العلماء قديما وحديثا ويجوز إخراج الزكاة كلها، بما فيها زكاة الفطر، إلى بلد غير البلد الذي تجب فيه.وما دام هناك من له حق في البلد المنقول إليه، خاصة إذا كانت هناك حاجة إليه، فإن كان هناك قريب فقير في ذلك البلد الآخر فهو أحق به. وإذا حدثت مصيبة تحتاج إلى مساعدة عاجلة ونحو ذلك من الأسباب فالأفضل نقلها، ومما نص عليه أهل العلم في جواز ذلك ما رواه طاوس عن معاذ رضي الله عنه. رضي الله عنه: في خطابه لأهل اليمن عندما قال: “قال معاذ رضي الله عنه لأهل اليمن: ائتوني بخميس أو ثوب صدقة بدل الشعير والذرة”. . فذلك أيسر لك، وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للمدين اه». (3) والقول بجواز نقله هو عند الشافعية، وعند آخرين قيل لا يجوز. وهو محل خلاف بين أهل العلم، والله ورسوله أعلم.(4)
حكم إخراج المسافر زكاة الفطر في محل إقامته
وقد أخبر أهل العلم أن زكاة الفطر تتبع البدن، فيجب على من تجب عليه إخراجها في البلد الذي تجب فيه والذي يقيم فيه، عندما يحين وقت وجوبها على المسلم. وهو في الوطن يجب عليه إخراج الزكاة هناك، وإذا تجاوزها وهو في الخارج فعليه إخراجها في الخارج، ولا تخرج زكاة الفطر إلا قبل العيد بيوم أو يومين. والأفضل أن يكون ذلك قبل صلاة العيد.(5)
أنظر أيضا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين؟
أين يزكي المغترب ماله ويفطر عن نفسه وأهل بيته؟
النقطة الأساسية في جواز إخراج زكاة الفطر للمغترب في بلده هي أن العلماء قالوا: من أقام بلداً وغربت الشمس فيه آخر يوم من رمضان، فعليه زكاة الفطر. الفطر في ذلك المكان، فإذا غربت له في أرض أجنبيته وجب عليه أن يؤديها في تلك الأرض، ولو غربت له الشمس وهو في وطنه أخرجها في وطنه، وزكاة أهل المسلم تتبع زكاته، لأنها تجب عليه عمن تجب عليه نفقتهم، فحيثما دفع زكاته، أدى زكاتهم، ولا حرج في ذلك.
وهذا يقودنا إلى نهاية المقال هل يجوز للوافد أن يدفع زكاة الفطر في بلده؟وبهذا أوضحت أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بمكان وجوب إخراج زكاة الفطر للوافدين والمقيمين والمسافرين.
